الأربعاء، يوليو 03، 2024

عطاءات الله لا تخضع للموازين الحسابية

 عطاءات الله لا تخضع للموازين الحسابية، والله يرزق من يشاء بغير حساب، ومن العطاءات والأرزاق؛ الفتوحات العلمية التي يفتحها الله على من شاء من عباده، وطريق هذه العطاءات والفتوحات؛ هو شدة الافتقار إلى الله، والانطراح بين يديه.

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية على قدر كبير من هذه الحال، فقد قال يومًا لبعض أصحابه: "إني لأطالع المسألة، فأجدها علي مثل القلعة المنيعة، فأستغفر الله نحو ألف مرة أو أكثر، وأتوجّه إليه في حلِّها، وأقول: يا معلّم إبراهيم علّمني، فتنحل لي، وربما فتح الله لي فيها بأمور من الله لم أرها في كتاب".
وقال ابن القيم شاهدًا على هذه الحال: " وشهدت شيخ الإسلام إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه؛ فر منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللجإ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدًا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ، ولا ريب أن من وُفّق لهذا الافتقار علمًا وحالًا ، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أُعطيَ حظّه من التوفيق ، ومن حرمه فقد منع الطريق والرفيق ، فمتى أعين مع هذا الافتقار ببذل الجهد في درك الحق فقد سلك به الصراط المستقيم " .
إعلام الموقعين (٤/١٨٧ )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة