‏إظهار الرسائل ذات التسميات لعنة-الفراعنة-حقيقة-خيال. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لعنة-الفراعنة-حقيقة-خيال. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، نوفمبر 02، 2011

لعنة الفراعنة‏..‏ الأسطورة والتفسير العلمي

لعنة الفراعنة‏..‏ الأسطورة والتفسير العلمي
لعنة الفراعنة تثير الرعب في نفوس كل من يسمعها ولقد استمرت مثار جدل بين العلماء والدارسين والمهتمين بعلم الاثار ولقد انقسمت الاراء
مابين مؤيد ومعارض لهذه الفكرة والقول بانها مجرد خرافات واوهام نسجها البعض للاستفادة منها‏.‏
لعنة الفراعنة هي باختصار ظاهرة موت العلماء والباحثين الدارسين لعلم الاثار المصرية القديمة الفرعونية ولهذه الظاهرة تفسير خرافي لوجود بعض العبارات التي احتوتها البرديات وجدران مقابر فرعونية ومن هذه العبارات‏:‏
‏(‏ من يدنس مقبرتي ستطارده لعنتي حتي الموت‏)‏ و‏(‏من يقترب من ملوك الفراعنة سوف يلقي مصير الحياة الابدية‏)‏
بدأ مفهوم لعنة الفراعنة في الظهور مع اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون والمصائب التي لحقت بمعظم من شارك في فتح هذه المقبرة سواء من الاثريين أو العمال‏,‏ ولقد ساعد علي نسج هذه القصة وحبكها ما وجد مسجلا علي جدران مقبرة توت عنخ امون‏(‏ سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول ان يبدد امن وسلام مرقد الفراعنة‏),‏ كان هذا النص مسجلا علي باب المقبرة باللغة الهيروغليفية ولقد كانت العبارة وربطها بما أصاب مكتشفي المقبره من مصائب أمرا مثيرا دفع كثيرين الي محاولة ايجاد تفسير وتبرير لكل هذه الاحداث ومع عجزهم عن ايجاد تفسير منطقي ومقبول لجأوا الي القصص والخرافات والقول بان هناك ما يسمي بلعنة الفراعنة تحل بكل من يقترب من قبور الفراعنة ويعبث بها‏.‏
وبدأت قصة اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي اصطحبه‏(‏ كارتر‏)‏ مكتشف المقبرة معه عند حضوره من الاقصر‏,‏ وذكر أنه قام بوضع القفص بجوار النافذه وانه يوم افتتاح المقبره هاجم القفص ثعبان كوبرا التهم العصفور ولقد اعتبر البعض ان هذا بداية غضب الملك من اقتحام مقبرته واعتمدوا في ذلك علي كون ثعبان الكوبرا أحد الرموز المقدسة لدي المصريين القدماء‏,‏ كما قيل أنه وقت فتح المقبرة ثارت عاصفة رملية قوية حول المقبرة‏,‏ كما شوهد صقر يرفرف فوق المنطقة ومن المعروف أن الصقر من الرموز المقدسة لدي المصريين القدماء‏.‏
ومن الاحداث التي ساعدت علي نسج هذه الاسطورة ما حدث لممول الاكتشاف وهو اللورد‏(‏ كارنافون‏)‏ حيث توفي بعد ثلاثة أسابيع من اكتشاف المقبرة اثر لدغة باعوضة‏,‏ كما انه خلال عام واحد من الاكتشاف توفي اكثر من عشرين شخصا ممن شاركوا في فتح المقبرة سواء العمال أو الاثريون لاسباب غير طبيعية كالجنون او الانتحار‏,‏ وممن توفوا ايضا واثارت وفاتهم جدلا كبيرا الكابتن‏(‏ ريتشارد بيتل‏)‏ الذي كان من ضمن المشاركين في فتح المقبرة‏,‏ ولقد توفي فجأة اثناء نومه عام‏1929(‏ اي بعد فتح المقبرة بسبع سنوات‏).‏ وبعد وفاته بعام انتحر والده بالقفز من النافذة‏.‏
وبعد كل هذه الاحداث والمصائب التي حدثت بعد فتح مقبرة توت عنخ امون بدأ الكثير من الاحداث التاريخية يؤكد هذه الفكرة ومنها ما حدث للعالم البريطاني‏(‏ والترايمر‏)‏ حيث توفي بأزمة قلبيه اثناء عمليات الحفر للكشف عن مقبرة‏(‏ ايمحوتب‏)‏
وما اصاب العالم الفرنسي شامبليون بعد تمكنه من فك رموز حجر رشيد والذي كان من أهم الاكتشافات الاثرية للحملة الفرنسية إذ تمكن من فك الرموز بعد دراسة استمرت ستة عشر عاما وتوصل في نهايتها الي فك طلاسم اللغة الهيروغليفية‏,‏ والتي فتحت الباب امام علماء الاثار لاكتشاف الحضارة المصرية القديمة ولكن ما حدث بعد ذلك لم يكن في الحسبان حيث اصيب شامبليون بشلل رباعي وحمي غامضة وهذيان حتي وافته المنية‏,‏ تاركا خلفه من يروي هلاوسه الاخيرة والتي كانت كلها متعلقة بالفراعنة وانتقامهم منه‏.‏
وذكر البعض ان لعنة الفراعنة لم تلحق بالاثريين فقط وانما لحقت بكل من حاول العبث بالحضارة المصرية القديمة‏,‏ ومن الامثلة التي تؤكد هذا الرأي ما حدث لاستاذ علم التشريح ومكتشف اشهر مرض يصيب المصريين وهو‏(‏ تيودور بلهارس‏)‏ مكتشف مرض البلهارسيا ولقد اراد هذا العالم ان يعرف متي بدأ ظهور هذا المرض في مصر لذلك قام بتشريح بعض المومياوات المصرية القديمة والتي اوصلته الي شئ مهم وهو ان البلهارسيا اصابت بالفعل المصريين القدماء‏,‏ ولكن فجأة وقبل ان يقوم بلهارس بتسجيل تجاربه رسميا اصابته حمي مجهوله ادت الي اصابته بالهلوسة وقد كانت هلاوسة حول المومياء التي قام بتشريحها وانها جاءت لتنتقم مته لانه عبث بها واقلق راحتها‏.‏
ومن الاحداث الاخري الي اعادت للعالم فكرة لعنة الفراعنة ماحدث للسفينة تيتاتنك‏,‏ والتي غرقت قبل نحو مائة عام وقيل إن هذه السفينة كانت تحمل علي ظهرها تابوتا به مومياء لكاهنة فرعونية‏,‏ وانه بمجرد وضع هذا التابوت علي ظهر السفينة بدأت المصائب تتوالي عليها الي ان غرقت بعد خمسة ايام من ابحارها‏,‏ وقد ذكر أن عمال المخزن الذي كان به التابوت كانوا يسمعون ليلا كلام الكاهنة ويرون شبحها في السفينة واحداث اخري مخيفة كانت تحدث علي ظهر السفينة الي ان غرقت في اول رحلة‏,‏ وبذلك صار هذا التابوت ولعنته السبب في غرق السفينة‏.‏
لقد اهتم البروفيسور الالماني‏(‏ فيليب فاندنبرج‏)‏ بمحاولة وضع تفسير علمي ومنطقي لهذه الظاهرة وأرجع السبب وراء مايصيب المهتمين بالاثار الي هذه الاحتمالات‏:‏
ان هذه المقابر تحتوي علي غازات سامة بطيئة المفعول من ابتكار الكهنة الذين ابدعوا في مجال الكيمياء‏,‏ وقد ذكر ان الكهنة ابتكروا نوعا جديدا من السموم شديد البطء اشبه بعقاقير الهلوسة ومزجت هذه السموم باتربة المقابر وخاصة مقابر الملوك كوسيلة لعقاب كل من تسول له نفسه أن يقترب منها‏,‏ وذكر ان هذه السموم تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق ثم يبدأ تأثيرها بشكل حمي وهذيان وهلوسة‏.‏
والفيروسات التي تدخل الي الجسد‏,‏ وتبدأ في النشاط مما يؤدي الي اصابة الانسان بالحمي والتي ينتج عنها الهذيان والهلوسة‏,‏ وقد ذكر أن هناك فطرا يدعي‏(speerjelliesinjure)‏ يسبب التهاب الجهاز التنفسي وضيق التنفس وهو ينتشر علي اوراق البردي والاماكن المغلقة بإحكام لفترات طويلة‏.‏ ارتبط هذا الاحتمال ايضا بالاشعاعات الذرية وان هذه الاشعاعات تؤثر علي من يدخل المقبرة ولقد اكتشفت بعض الاشعاعات القاتلة واهمها اليورانيوم وقد اكد هذا بعض البرديات التي توضح ان المصريين استخدموا مواد مشعه لحماية انفسهم من اللصوص ومن الطبيعي استخدامها في حماية قبور الملوك‏,‏ ومن المواد المشعة الاخري التي استخدمها الفراعنة غاز‏(‏ الرادون‏)‏ وهو غاز مشع موجود في الطبيعة‏,‏ وهو غاز عديم اللون شديد السمية واذا تكثف تحول الي سائل شفاف ثم الي مادة صلبة معتمة متلألئة‏,‏ والرادون هو أحد نواتج تحلل الراديوم وقد ذكر العلماء انه يلتصق بذرات الغبار في المقبرة وعندما يستنشقه الانسان يلتصق بجدران الرئة ويؤدي الي تدمير خلايا الرئة‏.‏
ان الحضارة المصرية القديمة سلسلة متوالية من الاسرار والمفاجآت المثيرة التي لاتنتهي ابدا‏,‏ ورغم كل ما اكتشف منها الا ان صفحاتها لا تزال تطوي الكثير والكثير من الاسرار المثيرة‏.‏

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة