يقول
الله تعالى : "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْراً" سورة الشرح 5،6
وتستمر
المبشرات القرآنية لتكون كالدواء لجراحاتنا وأمراضنا. الشخص الإيجابي يواجه أثناء
نشر رسالته السامية الكثير من العقبات ولا شك في ذلك فهذا هو طريق الجنة، الطريق
الذي حف وحجب بالمكاره. وفي خضم هذه العقبات قد يتسرب اليأس إلى قلب ناشر الخير
فتأتي هذه الآية لتزيل عنه هذا اليأس وتقول له إن بعد كل عسر يسرا كما أن بعد كل
ليل نهار بل بعد كل ظلام حالك فجر جديد.
الآية جميلة
في كلماتها وفيها فائدة نحوية تبعث الأمل والسرور وهي أن كلمة العسر جاءت معرّفة،
أما كلمة اليسر فجاءت نكرة وفي هذا دليل على أن اليسر أوسع دائما من العسر وأن
كلمتي العسر في الآيتين واحدة أما اليسر فجاءت مرتين للتأكيد.
الشخص
الإيجابي لا يتفرج وينتظر أن تفرج الهموم والكربات عند وجودها بحجة أن اليسر وتفريج
الكربات قادم لا محالة. ولكن عليه العمل والاجتهاد لأن تفريج الكرب قد لا يكون في
عهده وإنما عليه أن يبذر البذور لكي يأتي -
النصر، فكم من شخص زرع وحصد بعد ذلك الثمر بعده بسنوات
بل قرون في بعض الأحيان.
-
كلمة (إنّ) من أدوات التوكيد وهي تعطي عزيمة ودافعية
للشخص الإيجابي، ونستفيد من الآية كذلك بأن الباطل لا شك مهزوم في معركته مع الحق
لأنه مهما طالت المعركة فإن اليسر قادم والحق منتصر في النهاية.
-
لم تحدد الآية زمان زوال العسر، فقد يكون بعد سنة أو قرن
أو بعد أجيال، فالعلم كله عند الله تعالى وما علينا نحن سوى بذل أقصى ما نستطيع
لإصلاح أنفسنا والمجتمع، والثمرة لا تخرج وتكون طيبة المذاق إلا إذا تعبنا في
رعايتها.
أسألكم الدعاء