لا
توجد امرأة تشبه تماما امرأة أخري.. كل امرأة كأنها مخلوق خلقه الله
وحده.. فكل النساء مختلفات فى كل شيء .. فى الشكل .. فى الطبع.. فى
السلوك.. فى العواطف.. فى الأحاسيس.. حتى لو كن قد خرجن كلهن من رحم واحدة
وبطن واحدة وأم واحدة!
لقد
انتهيت إلى هذا الرأى بعد عشرة سنين وقصص حب وحنين.. ولوعة وفراق وخصام
وخناق وطبل وزمر وتمزيق خطابات وصور وحكايات وخطايا فى المحاكم لأقرب الناس
بعد روايات تفوق الخيال وجدا وغراما وسهرا ولقاء وفراقا.. كأنه لم يكن
هناك حب ولم يكن هناك ود ولا وجد ولا دموع.
قال محدثى وهو شاعر ذو باع طويل.. وأشعار أطول فى الحب والوجد والسهر:
لقد سبقك إلى هذا القول بأنه لا توجد امرأة تشبه امرأة أخري.. فكل النساء
مختلفات حتى لو كن من أب واحد وأم واحدة وجمعتهن دار واحدة ومدرسة واحدة
ودين واحد قسيس هنا وشيخ هناك.
ولقد قال مكسيم جورجى الأديب الروسى الفذ صاحب رواية الأم: كل من خرج من
رحم الأمهات متشابه إلا المرأة.. فكل واحدة تصبح امرأة أخرى عندما تشبه عن
الطوق وتحب وتتزوج وتنجب أطفالا..
وقال الأديب النمساوى الشهير سفينان زفاييج وكان الفوهرور هتلر من أشد
المعجبين به: هات لى امرأة واحدة تشبه امرأة أخرى فى الشكل والطبع والسلوك
والعواطف والأخلاق والتصرفات.. أمنحك مفتاح الجنة!
وقال ليوتولستوى الأديب الروسى الشهير صاحب ملحمة الحرب والسلام: من فضل
الله علينا أنه لم يخلق امرأتين متشابهتين فى كل شيء.. وإلا خربت الدنيا
على يديهما!
ولكن قد يسأل العشاق والمحبون: ما هى الصفة التى وضعها الله أول ما وضعها فى أول امرأة خلقها لتكون أول امرأة فى الوجود.. ولتكون ونيسا وأنيسا وجليسا ورفيقا لأبينا آدم فى الجنة؟
ولكن قد يسأل العشاق والمحبون: ما هى الصفة التى وضعها الله أول ما وضعها فى أول امرأة خلقها لتكون أول امرأة فى الوجود.. ولتكون ونيسا وأنيسا وجليسا ورفيقا لأبينا آدم فى الجنة؟
ملحوظة حتى لا ننسي: لقد كنا قبل مجيء ونزول أمنا حواء لتكون ونيسا
وجليسا لأبينا آدم.. لنعيش فى الجنة.. ولكن ماذا جرى بعد ذلك.. تلك حكاية
أخري؟
لقد كانت أول صفة فى المخلوق الذى خلقه الله ليكون رفيقا لسيدنا آدم فى الجنة .. هى الجمال.. والجمال وحده..
لقد كانت أول صفة فى المخلوق الذى خلقه الله ليكون رفيقا لسيدنا آدم فى الجنة .. هى الجمال.. والجمال وحده..
ولأن كل الكتب السماوية قد أجمعت على أن الله تعالى أراد أن يملأ نهار
آدم بالبهجة والمرح وليله بالدفء والحنان.. فقد صحا سيدنا آدم ذات صباح وهو
راقد على فراش أخضر سندس على شاطئ نهر مرح المجداف يتلألأ بنور الشمس..
ليجد إلى جواره مخلوقة آية فى الجمال والرشاقة والنضارة والريح الطيب تبتسم
له فى شوق.. فاحتضنها وقبلها.. وتقبلها قبولا حسنا.. وقال هذا من فضل الله
علي!
ولم يكن يدرى ساعتها أنها ستكون نقمة عليه وعلى سائر البشر!
ولأن الله لم يكن قد قرر قرارا بعد بشأن آدم وحواء.. فقد كان مقررا ـ
كما تقول الكتب السماوية الثلاثة التوراة والإنجيل والقرآن ـ أن يعيش سيدنا
آدم مع أمنا حواء فى الجنة.. ثم نولد نحن من نسلهما ونبقى طول حياتنا
خالدين فى جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله وجهزها للمؤمنين..
ولأن سيدنا آدم وأمنا حواء من البشر الخطائين.. فققد دفعت أمنا حواء ـ
كما تقول الأناجيل ـ سيدنا آدم إلى الأكل من الشجرة المحرمة والانصياع
لوسوسة الشيطان.. وإن كان القرآن الكريم يقرر هنا أن الخطأ هو خطأ سيدنا
آدم بوصفه السيد والآمر والذى يتحمل خطأ رفيقة دربه وحياته.. حيث اعترف
سيدنا آدم بخطيئته.. ولكن الله قرر عقابا لهما أن ينزلا إلى الأرض معا إلى
حين..
وهكذا خرجنا نحن من صلب سيدنا آدم وأمنا حواء إلى جحيم الأرض.. نتعارك..
نتخاصم.. نتقاتل.. يحب بعضنا بعضنا.. يكره بعضنا بعضا.. نملأ الأرض حبا
وفرحا ورقصا ومرحا وسلاما.. أو نملأها كما نفعل الآن.. كراهية وبعضا وضغينة
وقتلا وجرحا وتشريدا وتجويعا وفقرا وقهرا وتسلطا وجبروتا.. حتى يرث الله
الأرض ومن عليها!
وإذا كان تولستوى وستيفان زفايج ومكسيم جوركى وهم من أعظم من أنجبتهم
الأرض فى فنون الأدب والفكر قد أعلنوا أنه لا توجد امرأة فى الوجود تشبه
امرأة أخري.. فكل النساء مختلفات طبعا وخلقا وتوجها وإحساسا إلا أن أديبنا
الكبير نجيب محفوظ فى ثلاثيته الرائعة وخاصة فى رواية قصر الشوق قد أعلن
صراحة أن كل النساء متشابهات.. كما جاء على لسان الممثل القدير عبدالمنعم
إبراهيم وهو يوجه كلامه إلى الممثل القدير ـ أيضا- ولكن عندما كان صغيرا
وهو نور الشريف ردا على سؤال الأخير: إيه الفرق بين ست وست؟
قال عبدالمنعم إبراهيم: مافيش فرق.. حتى لو اتجوزت الملكة بلقيس نفسها.. حتلاقيها صورة مكررة من أى ست!
ولكن كاتبنا الكبير أنيس منصور كان له رأى آخر مخالف تماما.. عندما وجد
سيدنا آدم ذات صباح.. مخلوقة آية فى الجمال ترقد إلى جواره على شاطئ نهر من
أنهار الجنة.. ولكن ذلك حديث آخر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق