حــصــــــــــــاد "
الحلقة العــاشـــــرة ( 12 )
"للـورشــة الأدبـيـــة " الأسبوعية
بملتقى شيخ شعراء الصعيد عبد المجيد فرغلي
التي أقيمت ليلة الجمعـة 29 يونيو 2012
والتي نـاقـشـت قـصـيـــدة :
" أنـــا وغـيــــــرى كـتـيـــــــــــر .. ! "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشاعـر المصــري : جمــــال أبــو سمـــــرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
****************************
لسَّاها بتدوَّر
على واحد يشبهنى
شايل على كتفه سنين
عمَّالة تسقَّط منه
طالعة من حضن الأرض
شيطانى
ملهاش صاحب يحميها
مسكين ..
عمَّال بيلملم ف سنينه الواقعة
لساها بتدوَّر ف الشارع
والشارع
مبقاش يعرفنى
من بعد ما وقعتْ منى ملامحى
وتاهت وسط حوارى كتير
عمَّالة تزَّرع ف بيوت ..
لسَّاها .. بتدوس على راس الشارع
علشان تتحكم فيه ..
عمَّالة تخرَّم ف دماغه
وتكتب فوق كل حيطانه كلام مش مفهوم
عن واحد يشبهنى
شايل فوق كتفه سنينه
كنت فاكرها هتفرح بىَّ
حطتنى ف علبه !
لفتنى ف ورقة جرنان
ورمتنى بعيد ،
على ناصية شارع مسدود
كل اللى يعدِّى ويقرانى
يحط إديه على خده !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****************************************
أحـمـد الـشـافـعـي / مـصــــر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) العنوان :
بدءا من العنوان " أنا و غيرى كتير " نجدنا أمام نص مختلف جدا .. لشاعر يعد علامة فى شعر العامية ليس فى الصعيد وحده .. بل فى مصر كلها .. الشاعر جمال ابو سمرة
تبدأ رحلة المتلقى مع نص يجذبه بموسيقاه المتميزة و رؤيته العميقة و طرحه الواعى للعديد من الأسئلة و الأفكار المتنوعة و العلاقات المتشابكة بين الذات و الآخر .. بين الشاعر والمحبوبة / الوطن.
استخدام الضمير " أنا " فى العنوان يوحى بذاتية التجربة ويقرب القارىء من العمل و يجعله أكثر التصاقا به ، ويجسد التجليات الكامنة فى ضمير الشاعر و مدى التصاقها مع آلام الذات الشعرية الخاصة فى نسيج فنى مركب ومتعدد الدلالات
غير أن الشاعر يؤكد أنه ليس وحده الذى يحمل تلك المضامين التى سيجدها القارىء فى النص ؛ بل إن الكثيرين غيره يشتركون معه " أنا و غيرى كتير " .. أولئك الذين حملوا هموم الوطن و لكنهم لا يجدون واقعا يتفق مع أحلامهم و يعانون من قسوة الحبيبة / الوطن عندما تهجرهم و تبحث عن آخر و تلقى بهم بعيدا كما يذكر الشاعر فى نهاية قصيدته
( 2 ) بين يدى القصيدة :
عندما ندخل إلى القصيدة نجدنا أمام بناء فنى رائع .. لوحة راقية رسمتها ريشة فنان مبدع قدير يصور بعبقرية تجربته الداخلية و علاقته بالآخر .. المحبوبة / الوطن .. و ما يقاسيه من وجع التهميش والعزلة والبحث عن الهوية
يحاول الشاعر طرح كل هذه الرؤى بإسقاط دلالاته الشخصية على آخر يشبهه .. قد يكون هذا الآخر هو الأنا الأخرى للذات كما يقول علماء النفس .. ويضع الشاعر على كتفى هذا الآخر كل معاناته و تجربته الشخصية والنفسية فى جدلية أيديولوجية بين نفسه و الآحر الذى يشبهه و قد تساقطت سنوات عمره التى لا تجد من يحميها .. إنه لا يتحدث عن السنوات بحساب العمر إنه يتحدث عنها بحساب الأحلام التى ضاعت و لم تجد من يحميها و يحققها .. من شدة اغتراب الشاعر و جلده لذاته يرى أنه حتى ملامحه قد سقطت منه و تاهت " وسط حوارى كتير " .. وتشبيه صعوبات الحياة بالحوارى تشبيه بليغ يتناسب مع شاعر عامية متمكن مثل جمال ابو سمرة .. فكما أن الحوارى تتسم بالعشوائية والتعقيد و الشتات .. فإن صعوبات الحياة التى هزمت أحلامه تتسم بذلك
و فى اللحظة التى اعتقد فيها الشاعر أن حبيبته ستفرح به ، رآها تحوله إلى مجرد ذكرى " علبة ملفوفة ف ورقة جرنان " بل إنها حتى لم تكلف نفسها عناء الاحتفاظ بتلك الذكرى .. بل ألقت بها على ناصية شارع مسدود " انسداد الشارع يحمل دلالة غياب الأمل لدى الشاعر" .. و جعلت كل من يراه " يحط إديه على خده "
( 3 ) جماليات :
تتميز قصيدة جمال ابو سمرة بمساحة الصدق فى البوح والتنامى السردى للأفكار والأخيلة والصور ، وجذ ْب المتلقى للإسراع خلف كل جملة شعرية بحثا عن استكمال الصورة الدلالية الشاملة للنص بأكمله
يذخر النص بالصور التى تجمع بين البساطة وعمق الدلالة " بتدور على واحد يشبهنى " " سنين عمالة تسقط منه " " عمال بيلملم ف سنينه الواقعة " " وقعت منى ملامحى "
و تأمل أيضا تلك الصورة التى تمثل لوحة متكاملة تجسد مدى مأساوية المشهد الدرامى عندما يتحول المحبوب على يد حبيبته إلى مجرد ذكرى تلقيه بأقصى ما تملك يمينها " حطتنى ف علبة / لفتنى ف ورقة جرنان و رمتنى بعيد / على ناصية شارع مسدود / كل اللى يعدى ويقرانى / يحط إديه على خده "
( 4 ) أخيرا ..
نحن أمام نص يمتزج فيه الهم العام بأحزان الذات و مشاعر الاغتراب ليس عن الواقع فحسب ، بل الاغتراب عن الذات نفسها ..
لا أخفيكم أننى اجتهدت فى البحث عن ملاحظات أقرص بها أذن صديقى جمال أبو سمرة لكنى أعترف بأنه كان رائعا فى هذا النص تماما و لكن ربما أهمس فى أذنه بأن الجملة كانت مضطربة فكريا فى مطلع القصيدة فلم يبد واضحا على من يعود الضمير فى جملة " طالعة شيطانى "
كما أنه كان يمكنه أن يطيل نفسه قليلا فالقصيدة تحمل قماشة قابلة لتناول أكثر .. حتى إننى فوجئت بانتهاء القصيدة و أنا بعد لم أشبع من مضامينها الدلالية المختلفة
ووجدتنى أنا أيضا " باحط إيدى على خدى " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
أحمـــد أبـو بكــر / مصــر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****************
انا سعيد جدا بنص الصديق اللدود جمال ابو سمره ...وهوه من النصوص الرائعه التى نسجها بقلب الشاعر وحرفيته ...التى تدل على انه متمكن جدا من ادواته ومن مفرداته ..ومن خلالهما ينسج هذا العمل الرائع االمتميز ..شكرا للصديق الشاعر الرائع جمال ابو سمره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
وفــــاء الـــــدر / مـصــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشكر الملتقى على استضافة مثل هذا النص الذى يتميز بعمق الفكرة وجمال الصياغة .
تشبيه الشارع بانسان له راس وان المبانى التى تقام تسيطر عليه و تتحكم فيه فتخفى ملامحه وهى تحدث به ثقوبا لتثبت نفسها فى اعماقه
هو تشبيه قوى
من التعبيرات القوية ايضا فى القصيدة " حطتنى ف علبة – لفتنى ف ورقة جرنان ورمتنى بعيد " وهو تعبير يدل على لفظ الوطن الشديد له ورغبتها فى رحيله بدون عودة
وكون الشارع مسدود اعتقد ان به رمز لانه فى معزله الذى ارسلته اليه لن يصل اليه احد وهو مبالغة فى قهر الوطن لابنها
قول الشاعر لساها بتدور كانها تبحث من زمن طويل عن شخص تكلفه بمهمة يشبهه فى اوصافه ولكنها تاهت عنه لان ملامحه تغيرت ويستغرب انها لم تسعد عندما وجدته بل انكرته والقت به بعيدا كانها لم تكن تبحث فى لهفة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*************************************
فـضــل مـحـمــد إبـراهـيــم / مـصــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( أ ) " أنا وغيري كتير "
عنوان مثير لشهية القارئ والمطالع لنص صديقي الشاعر المتميز جمال ابو سمرة ، ومثير لفضوله لما سوف يطرح من رؤى وافكار قد يتضامن معها الملتقي او قد يختلف ...، فقد افلح بداية في لفت نظره وانتباهه للوهلة الأولى بما يثيره العنوان من دعوات ملحة للمطالعة حتي آخر كلمة بالنص ، خاصة وأنه يطرح هما ذاتيا متمثلا في ( أنا ) والتي تنسحب بالضرورة على المجموع ( نحن / غيري ) بل اصر على اجتذاب ملتقيه إصرارا ....؛ عند استخدامه حرف العطف الواو الذي جمع بين ( أنا / غيري = نحن ) في امتزاج مشوق بين أنا الذاتية ، ونحن / المجموع ... والتي تمثل عموم شريحة القراء والمطالعين للنص الذي بين ايدينا الليلة ... في جدلية فنية تطرح رؤى خاصة قد تتماس في كثير من مضامينها وتوجهاتها مع عدد لا باس به من قرائه ومطالعيه ... وهذا ما سوف يتكشف لنا جليا اثناء محاولات إبحارنا في عرض النص ومحاولة فهم دلالاته وإشاراته التي يريد الشاعر أن يضع يد القارئ عليها ... ، وله الخيار في التعاطي سلبا أو إيجابا ...
(ب ) " لسَّاها بتدوَّر
على واحد يشبهنى
شايل على كتفه سنين
عمَّالة تسقَّط منه
طالعة من حضن الأرض
شيطانى "
يبدأ ابو سمرة .. بحرف يفيد الاستمرار المحير والمثير للدهشة والتعجب والاستنكار في آن واحد ( لساها ) وهو على ما اعتقد معادل دلالي للحرف ( لمَّــا ) الذي يفيد النفي والاستمرار ... ، يضع القارئ بين حيرتين : من التي تبحث ؟ ( تدور ) ، ومن هذا الذي تبحث عنه ؟ وفيم يشبهه ؟ ... تساؤلات تعتمل في ذهن المطالع للنص بل قل تصدمه ... ، وهنا تضيء أولى رؤى الشاعر وتكئته الأولى وهي الهم الإنساني .. الإنسان البسيط الذي يحمل سنوات عمره فوق كاهله المثقل بالأعباء والتبعات التي لا يطيق لها حملا ... فإذا بها تسَّاقط منه تباعا دونما طائل ولا يملك حيالها سوى نظرة يائسة حزينة على ما انفق دون جدوى ـ من وجهة نظر المبدع طبعا ـ وتلك صورة فنية أبدع صديقي ابو سمرة في ابتكارها بحرفية شاعر متمرس ومتمكن من ادواته الفنية والشعرية والتي تخدم فكرة النص بشكل عام ... رغم قتامتها ودلالاتها السوداوية النظرة ... ، لكن نتأ عن الدفقة الشعرية التي افتتح بها صديقي جمال نصه جملة ( طالعة من حضن الارض شيطاني ... !! ) ، فالتبس عليَّ شخصيا على أي تعود دلالتها : أإلى " سنين " ؟ أم إلى هذه التي " لساها بتدور على واحد يشبهني ؟؟ ، وإن كنت اري ان المنطق يرجعها إلى السنين التي يحملها على كنفه ، عمالة تسقط منه ... !! ، وهذا ما يتعارض مع ما يريد أن يؤكد عليه ويثبته من خلال نصه الجميل من قصة كفاح مرير ، وجهد ملموس مع تلك الآرض التي وهبهاسنوات عمره طواعية حبا وكرامة لها .... لا طالعة من الارض شيطاني ... ن مما يوحي بعبثية الحياة والسنوات التي افناها عاشقا ودؤبا ومفلحا ـ قدر ما يستطيع ـ لهذه الأرض التي لا ينبغي لها أن تطلع من حضنها سنوات " شيطاني " كما خانه تصوير حالة المعاناة التي يكابدها بين أحضان هذه الأرض /المعشوقة ....!!
( ج) " ملهاش صاحب يحميها
مسكين ..
عمَّال بيلملم ف سنينه الواقعة "
ذات النظرة التشائمية القاتمة سيدة الموقف في نص ( أنا وغيري كتير ) ، لكن اسمحوا لي أن امسك خيطا قد يقودني إلى رمز قد تختلفون معي فيه ، فالكثير من الاصدقاء من المحللين والنقاد بورشة الليلة وكذا القراء أيضا قد اتفقوا ـ ضمنا ـ في تفسير دلالة الضمير في ط لساها بتدور ...) أو الفاعل الذي يقصده ابو سمرة في أنه مصر / الوطن ، لكن ماذا لو افترضنا أن الباحثة عمن يشبهه هي الثورة المصرية ... ، التي قد يرى البعض أنها تائهة ن ليس لها صاحب ، تصارعت قوى كثيرة للفوز بها وبمكتسباتها دون ان يقدموا لها مهرها الذي دفع من دماء شباب ليس لهم مطمع سياسي او هدف آني مادي زائل ... لذا باتت تائهة باحثة عمن يشبهه ممن قدموا دونما انتظار جزاء أو ثمن يراه مشوها لقداسة ما قدم ، ومضيعا لطعم ما بذل ن فهو مسكين ... ، وهي " ما لهاش واحد يحميها .... ؟؟!! ، فلا يمكل إلا أن يلملم في سنينه الواقعة / انكسار الحلم / المثال ... الهدف الأسمى الذي ثار وجموع كبيرة من أمثاله واشباهه ممن تواروا عن المشهد بعد تحقق أول هدف من اهدافها .. ، أو قل أغلاها وأثمنها وهو إسقاط رمز من رموز الفساد والطغيان والجبروت وهو راس النظام المصري ...!!
( د )
" لساها بتدوَّر ف الشارع
والشارع
مبقاش يعرفنى
من بعد ما وقعتْ منى ملامحى
وتاهت وسط حوارى كتير
عمَّالة تزَّرع ف بيوت ..
لسَّاها .. بتدوس على راس الشارع
علشان تتحكم فيه ..
عمَّالة تخرَّم ف دماغه
وتكتب فوق كل حيطانه كلام مش مفهوم
عن واحد يشبهنى
شايل فوق كتفه سنينه "
حالة فقدان الوزن واللاتوافق .. ( التوهة ) تطل براسها من كل سطر من سطور النص ... ، وما زالت رحلة البحث المضنية المرهقة مستمرة باستماتة ملفتة / في الشارع الذي ينكره / في البيوت التة تستنبتها علها تجده او تجد استنساخا مشابها او مطابقا له لكن دون جدوى ... ، حتى الحيطان التي كانت تقول كلاما معبرا عنه ـ بالأمس ـ أو هو نفسه يكتبه أو يقوله للحيطان ... ؛ اصبح الآن غريبا عنه ن يقول ما لا يفهمه ولا يمس قناعاته التي آمن بها ... ومن اجلها قدم سنوات عمره دونما أن بنتظر المقابل المادي ... بل المعنوي الذي يجد فيه ذاته وذوات اشباهه ممن قدموا عمرهم وسنواته من اجل ارض نبتوا عليها ومن أجلها ... ، وما يزال يحمل سنواته على كتفيه دونما كلل ... ، في سبيل أن يجد مردودا حقيقيا ـ من وجهة نظره ت لما خرج من أجله .... !!
( هـ ) " كنت فاكرها هتفرح بىَّ
حطتنى ف علبه !
لفتنى ف ورقة جرنان
ورمتنى بعيد ،
على ناصية شارع مسدود
كل اللى يعدِّى ويقرانى
يحط إديه على خده ! "
في المقطع الأخير من النص ـ أو قل ـ في النص الأخير إن شئت الدقة ـ تجد التباسا أو تداخلا في الرمز الدلالي الذي اشتغل عليه نص جمال ابو سمرة ...، حتى اظنهما امتزجاإلى حد كبير فتماهيا دلاليا ورمزيا ( الثورة / الارض " الوطن " ) ، وإحساس خيبة الأمل وقهر الطموح الأخلاقي لديه يقطر اسى ومرارة في قوله : " كنت فاكرها هاتفرح بي ..!! " فهنا الضمير في فاكرها يعود على / الوطن ـ الأرض / الثورة .... ، فورة الحزن تنعكس جلية على نفسه الشاعرة بمرارة انكسار الأمنية ( كنت فاكرها هاتفرح بي ..! ) ، فإذا بها ( حبسته في علبة ) ، واكتفت ان تضعه عنوانا في جريدة او صورة تذكارية عابرة ما تليث ان تفقد قيمتها وفعاليتها بمجرد مرور الزمن على مطالعته ثم يلقى في استهانة مؤلمة بعيدا ... ، مما يضخم حجم المرارة في نظر وحلق شاعرنا ونصه الذي يثطر اسى وتحسر ‘لى ما يراه قد ضاع هباء من سنوات عمره ... ، بل وتزداد الرؤيا قتامة بان القي هو وحلمه " ... على ناصية شارع مسدود ..!! " ، وها هو يظهر في المشهد ذلك الغائب التي تبحث عنه .... صامتا مشدوها مترقبا لما ستسفر عنه الأحداث .... دون اتخاذ موقف إيجابي يتمناه المبدع ... فلا يرى ( كل اللي يعدي عليه ..) إلا ( يحط إيديه على خده ...! ) مما يزيد الموقف اشتباكا وتعقيدا في نظر الشاعر ، وإن تضامنوا معه بفعل قد لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير من الأمر شيئا كما يبغي ويأمل ...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*********************************
رشيـد سحيـت / المغــرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان القصيدة :أنا وغيري كثير هو إقرار بالتشابه والتوافق بلا اختصاص( لان كلمة كثير قد تعني الأغلبية) وهذا يدل على وتوق الكاتب من حال الكثير إما عن طريق المعايشة أو الإسقاط أي ما أعانيه تعانيه الأغلبية وهو اختيار موفق متوافق مع مضامين القصيدة
القصيدة: الشاعر والحبيبة ....مادا تريد الحبيبة كيف السبيل إلى إرضائها من سيتخلى عن الأخر هل ستعترف بالجميل بالتضحية من سيأتر في من هي مجموعة من الأسئلة تطرحها النفس الشاعرة وهذا ما أعطانا هذا الانفصام والازدواجية داخل النفس الشاعرة قسم يحافظ على مبادئه وخصائصه وقسم يمشي تبعا لما تتطلبه الوضعية مسيطرا على القسم الأول هذا ما أضهر الجانب السوداوي المنتشر بين طيات القصيدة
البحت عن الذات وسط هذا الصراع السياسي والاجتماعي والخوف من التغير والى تغير الخوف من التغير السلبي والى تغير أي يبقى الحال على ما هو عليه اتجاهين مسيطرين على الذات الشاعرة والذي جعل الحبيبة لا تتعرف على حبيبها أو بالأحرى لا تريد التعرف عليه رغم انه يحمل على أكتافه أرت السنوات الماضية وهذا الرفض كيف يمكن تفسيره هل الحبيبة ترى في حبيبها عدم القدرة على الاستمرار ام ترى فيه عدم القدرة على التطور
من خلال ما سبق يتضح جليا هذا الصراع القائم داخل النفس الشاعرة من جهة وبينهما والحبيبة من جهة أخرى هذا الصراع ناتج عن خيبة الأمل وعن اختلاط الرؤى وتضاربها ليس فقط في نفس الشاعر بل في المجتمع المحيط وعدم القدرة على التسليم بالواقع والتعايش معه مما أدى بشكل مباشر إلى حالة الدهشة وعدم التصديق لدى البعض
الذي يتشارك والنفس الشاعرة نفس الرأي
لكن أجدني أعاتب الشاعر في داخلي لأنه نسي أو تناسى قوله عز وجل (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم....) لا حياة مع اليأس وكل حال إلى زوال
وتبقى هذهه السطور فقط محاولة لثبر أغوار الذات الشاعرة
لست ناقدا ولكنني أحاول جاهدا فهم ما يجول بخاطر الشاعر وهو يكتب رائعته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*************************
حميـد بــركـي / المغــرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخوات والإخوة الكرام , أعتذر للشاعر الكريم إذا لم أستطع إبداء رأيي وليس ذلك من شيئ يتعلق بالقصيدة العامية وإنما ذلك لجهلي وعدم معرفتي بهذا الفن العامي وهو عيب مني لا محالة واتمنى أن أتعلم هذا العلم مستقبلا واستسمح وشكرا ودمتم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
إيمــان عبـــده / مصــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص يتميز باصاله التعبير وعمق الاحساس والانتقاء المميز للصور التى تعكس حاله التخبط وحاله الصراع
بين البقاء للنفس التى تحارب من اجل استقلالها وثبوتها والتمسك بقيمها وحيويتها وبين الحياه الماديه وعنفوانها
ففى البدايه نستشعر مع الصور هذه الحاله ونجوب بين المشاهد ونرى مراره وقسوه هذه الحياه الماديه ومحاربتها لتلك النفس البشريه للسيطره عليها وتغييرها ثم نرى صمود تلك النفس وتحديها حتى وان تركت فى نهايه ذلك الشارع المسدود بعد انا فقدت تلك الماديات الامل فى تغييرها ففى النهايه ظلت تلك النفس تعلم كل من يراها كيف يكون الصمود ............ تحياتى استاذى وارجو ان اكون وفقت فى كلماتى ولو لشئ صغير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
هـــلا مـحـمــد / فـلـسـطـيــن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليتني معك يا مصر في افراحك..
أرتب بيتك..ارتب عمرك مع اولادك..
امنحك ابتسامة لا تزول على طول العصور..
امنح قلبك سعادة ..تدوم وتطول و تطول ..
هنا حضرت لأستقي من جمال وروعة وجاذبية بوحك الجميل..
اشبه ما تكون سطورك قطرات ندى تنساب بالحب فوق الأوراق لتزيد جمالها
شاهدت صياغة المفرده وتوظيفها لديك مختلف ..
كلمات من بحر الابداع.. من عالم التميز.
بصراحه .. راق لي ما سطرته هنا ..
أسجل اعجابي بما سطره قلمك على هذه الصفحة الرائعه..
و لك مني ارق التحايا مغلفة بزهور الود و الاحترام و التقدير..
فعلا مبدع استاذ جمال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**************************
الشـاعـر / محمـد فكـري : المغــرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحيي الشاعر المقتدر , القصيدة موفقة لسببين أولهما هو نزعة الشرح والتفسير وهي أقرب من إلى الشعبية من غيرها و ثانيهما التناسق والنسج المحبك .لا فض فوك أخي الشاعر المقتدر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**********************************************
****************************************
************************************
*******************************
***************************
*********************
****************
***********
*******
الحلقة العــاشـــــرة ( 12 )
"للـورشــة الأدبـيـــة " الأسبوعية
بملتقى شيخ شعراء الصعيد عبد المجيد فرغلي
التي أقيمت ليلة الجمعـة 29 يونيو 2012
والتي نـاقـشـت قـصـيـــدة :
" أنـــا وغـيــــــرى كـتـيـــــــــــر .. ! "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشاعـر المصــري : جمــــال أبــو سمـــــرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
****************************
لسَّاها بتدوَّر
على واحد يشبهنى
شايل على كتفه سنين
عمَّالة تسقَّط منه
طالعة من حضن الأرض
شيطانى
ملهاش صاحب يحميها
مسكين ..
عمَّال بيلملم ف سنينه الواقعة
لساها بتدوَّر ف الشارع
والشارع
مبقاش يعرفنى
من بعد ما وقعتْ منى ملامحى
وتاهت وسط حوارى كتير
عمَّالة تزَّرع ف بيوت ..
لسَّاها .. بتدوس على راس الشارع
علشان تتحكم فيه ..
عمَّالة تخرَّم ف دماغه
وتكتب فوق كل حيطانه كلام مش مفهوم
عن واحد يشبهنى
شايل فوق كتفه سنينه
كنت فاكرها هتفرح بىَّ
حطتنى ف علبه !
لفتنى ف ورقة جرنان
ورمتنى بعيد ،
على ناصية شارع مسدود
كل اللى يعدِّى ويقرانى
يحط إديه على خده !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****************************************
أحـمـد الـشـافـعـي / مـصــــر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) العنوان :
بدءا من العنوان " أنا و غيرى كتير " نجدنا أمام نص مختلف جدا .. لشاعر يعد علامة فى شعر العامية ليس فى الصعيد وحده .. بل فى مصر كلها .. الشاعر جمال ابو سمرة
تبدأ رحلة المتلقى مع نص يجذبه بموسيقاه المتميزة و رؤيته العميقة و طرحه الواعى للعديد من الأسئلة و الأفكار المتنوعة و العلاقات المتشابكة بين الذات و الآخر .. بين الشاعر والمحبوبة / الوطن.
استخدام الضمير " أنا " فى العنوان يوحى بذاتية التجربة ويقرب القارىء من العمل و يجعله أكثر التصاقا به ، ويجسد التجليات الكامنة فى ضمير الشاعر و مدى التصاقها مع آلام الذات الشعرية الخاصة فى نسيج فنى مركب ومتعدد الدلالات
غير أن الشاعر يؤكد أنه ليس وحده الذى يحمل تلك المضامين التى سيجدها القارىء فى النص ؛ بل إن الكثيرين غيره يشتركون معه " أنا و غيرى كتير " .. أولئك الذين حملوا هموم الوطن و لكنهم لا يجدون واقعا يتفق مع أحلامهم و يعانون من قسوة الحبيبة / الوطن عندما تهجرهم و تبحث عن آخر و تلقى بهم بعيدا كما يذكر الشاعر فى نهاية قصيدته
( 2 ) بين يدى القصيدة :
عندما ندخل إلى القصيدة نجدنا أمام بناء فنى رائع .. لوحة راقية رسمتها ريشة فنان مبدع قدير يصور بعبقرية تجربته الداخلية و علاقته بالآخر .. المحبوبة / الوطن .. و ما يقاسيه من وجع التهميش والعزلة والبحث عن الهوية
يحاول الشاعر طرح كل هذه الرؤى بإسقاط دلالاته الشخصية على آخر يشبهه .. قد يكون هذا الآخر هو الأنا الأخرى للذات كما يقول علماء النفس .. ويضع الشاعر على كتفى هذا الآخر كل معاناته و تجربته الشخصية والنفسية فى جدلية أيديولوجية بين نفسه و الآحر الذى يشبهه و قد تساقطت سنوات عمره التى لا تجد من يحميها .. إنه لا يتحدث عن السنوات بحساب العمر إنه يتحدث عنها بحساب الأحلام التى ضاعت و لم تجد من يحميها و يحققها .. من شدة اغتراب الشاعر و جلده لذاته يرى أنه حتى ملامحه قد سقطت منه و تاهت " وسط حوارى كتير " .. وتشبيه صعوبات الحياة بالحوارى تشبيه بليغ يتناسب مع شاعر عامية متمكن مثل جمال ابو سمرة .. فكما أن الحوارى تتسم بالعشوائية والتعقيد و الشتات .. فإن صعوبات الحياة التى هزمت أحلامه تتسم بذلك
و فى اللحظة التى اعتقد فيها الشاعر أن حبيبته ستفرح به ، رآها تحوله إلى مجرد ذكرى " علبة ملفوفة ف ورقة جرنان " بل إنها حتى لم تكلف نفسها عناء الاحتفاظ بتلك الذكرى .. بل ألقت بها على ناصية شارع مسدود " انسداد الشارع يحمل دلالة غياب الأمل لدى الشاعر" .. و جعلت كل من يراه " يحط إديه على خده "
( 3 ) جماليات :
تتميز قصيدة جمال ابو سمرة بمساحة الصدق فى البوح والتنامى السردى للأفكار والأخيلة والصور ، وجذ ْب المتلقى للإسراع خلف كل جملة شعرية بحثا عن استكمال الصورة الدلالية الشاملة للنص بأكمله
يذخر النص بالصور التى تجمع بين البساطة وعمق الدلالة " بتدور على واحد يشبهنى " " سنين عمالة تسقط منه " " عمال بيلملم ف سنينه الواقعة " " وقعت منى ملامحى "
و تأمل أيضا تلك الصورة التى تمثل لوحة متكاملة تجسد مدى مأساوية المشهد الدرامى عندما يتحول المحبوب على يد حبيبته إلى مجرد ذكرى تلقيه بأقصى ما تملك يمينها " حطتنى ف علبة / لفتنى ف ورقة جرنان و رمتنى بعيد / على ناصية شارع مسدود / كل اللى يعدى ويقرانى / يحط إديه على خده "
( 4 ) أخيرا ..
نحن أمام نص يمتزج فيه الهم العام بأحزان الذات و مشاعر الاغتراب ليس عن الواقع فحسب ، بل الاغتراب عن الذات نفسها ..
لا أخفيكم أننى اجتهدت فى البحث عن ملاحظات أقرص بها أذن صديقى جمال أبو سمرة لكنى أعترف بأنه كان رائعا فى هذا النص تماما و لكن ربما أهمس فى أذنه بأن الجملة كانت مضطربة فكريا فى مطلع القصيدة فلم يبد واضحا على من يعود الضمير فى جملة " طالعة شيطانى "
كما أنه كان يمكنه أن يطيل نفسه قليلا فالقصيدة تحمل قماشة قابلة لتناول أكثر .. حتى إننى فوجئت بانتهاء القصيدة و أنا بعد لم أشبع من مضامينها الدلالية المختلفة
ووجدتنى أنا أيضا " باحط إيدى على خدى " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
أحمـــد أبـو بكــر / مصــر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****************
انا سعيد جدا بنص الصديق اللدود جمال ابو سمره ...وهوه من النصوص الرائعه التى نسجها بقلب الشاعر وحرفيته ...التى تدل على انه متمكن جدا من ادواته ومن مفرداته ..ومن خلالهما ينسج هذا العمل الرائع االمتميز ..شكرا للصديق الشاعر الرائع جمال ابو سمره .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
وفــــاء الـــــدر / مـصــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشكر الملتقى على استضافة مثل هذا النص الذى يتميز بعمق الفكرة وجمال الصياغة .
تشبيه الشارع بانسان له راس وان المبانى التى تقام تسيطر عليه و تتحكم فيه فتخفى ملامحه وهى تحدث به ثقوبا لتثبت نفسها فى اعماقه
هو تشبيه قوى
من التعبيرات القوية ايضا فى القصيدة " حطتنى ف علبة – لفتنى ف ورقة جرنان ورمتنى بعيد " وهو تعبير يدل على لفظ الوطن الشديد له ورغبتها فى رحيله بدون عودة
وكون الشارع مسدود اعتقد ان به رمز لانه فى معزله الذى ارسلته اليه لن يصل اليه احد وهو مبالغة فى قهر الوطن لابنها
قول الشاعر لساها بتدور كانها تبحث من زمن طويل عن شخص تكلفه بمهمة يشبهه فى اوصافه ولكنها تاهت عنه لان ملامحه تغيرت ويستغرب انها لم تسعد عندما وجدته بل انكرته والقت به بعيدا كانها لم تكن تبحث فى لهفة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*************************************
فـضــل مـحـمــد إبـراهـيــم / مـصــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( أ ) " أنا وغيري كتير "
عنوان مثير لشهية القارئ والمطالع لنص صديقي الشاعر المتميز جمال ابو سمرة ، ومثير لفضوله لما سوف يطرح من رؤى وافكار قد يتضامن معها الملتقي او قد يختلف ...، فقد افلح بداية في لفت نظره وانتباهه للوهلة الأولى بما يثيره العنوان من دعوات ملحة للمطالعة حتي آخر كلمة بالنص ، خاصة وأنه يطرح هما ذاتيا متمثلا في ( أنا ) والتي تنسحب بالضرورة على المجموع ( نحن / غيري ) بل اصر على اجتذاب ملتقيه إصرارا ....؛ عند استخدامه حرف العطف الواو الذي جمع بين ( أنا / غيري = نحن ) في امتزاج مشوق بين أنا الذاتية ، ونحن / المجموع ... والتي تمثل عموم شريحة القراء والمطالعين للنص الذي بين ايدينا الليلة ... في جدلية فنية تطرح رؤى خاصة قد تتماس في كثير من مضامينها وتوجهاتها مع عدد لا باس به من قرائه ومطالعيه ... وهذا ما سوف يتكشف لنا جليا اثناء محاولات إبحارنا في عرض النص ومحاولة فهم دلالاته وإشاراته التي يريد الشاعر أن يضع يد القارئ عليها ... ، وله الخيار في التعاطي سلبا أو إيجابا ...
(ب ) " لسَّاها بتدوَّر
على واحد يشبهنى
شايل على كتفه سنين
عمَّالة تسقَّط منه
طالعة من حضن الأرض
شيطانى "
يبدأ ابو سمرة .. بحرف يفيد الاستمرار المحير والمثير للدهشة والتعجب والاستنكار في آن واحد ( لساها ) وهو على ما اعتقد معادل دلالي للحرف ( لمَّــا ) الذي يفيد النفي والاستمرار ... ، يضع القارئ بين حيرتين : من التي تبحث ؟ ( تدور ) ، ومن هذا الذي تبحث عنه ؟ وفيم يشبهه ؟ ... تساؤلات تعتمل في ذهن المطالع للنص بل قل تصدمه ... ، وهنا تضيء أولى رؤى الشاعر وتكئته الأولى وهي الهم الإنساني .. الإنسان البسيط الذي يحمل سنوات عمره فوق كاهله المثقل بالأعباء والتبعات التي لا يطيق لها حملا ... فإذا بها تسَّاقط منه تباعا دونما طائل ولا يملك حيالها سوى نظرة يائسة حزينة على ما انفق دون جدوى ـ من وجهة نظر المبدع طبعا ـ وتلك صورة فنية أبدع صديقي ابو سمرة في ابتكارها بحرفية شاعر متمرس ومتمكن من ادواته الفنية والشعرية والتي تخدم فكرة النص بشكل عام ... رغم قتامتها ودلالاتها السوداوية النظرة ... ، لكن نتأ عن الدفقة الشعرية التي افتتح بها صديقي جمال نصه جملة ( طالعة من حضن الارض شيطاني ... !! ) ، فالتبس عليَّ شخصيا على أي تعود دلالتها : أإلى " سنين " ؟ أم إلى هذه التي " لساها بتدور على واحد يشبهني ؟؟ ، وإن كنت اري ان المنطق يرجعها إلى السنين التي يحملها على كنفه ، عمالة تسقط منه ... !! ، وهذا ما يتعارض مع ما يريد أن يؤكد عليه ويثبته من خلال نصه الجميل من قصة كفاح مرير ، وجهد ملموس مع تلك الآرض التي وهبهاسنوات عمره طواعية حبا وكرامة لها .... لا طالعة من الارض شيطاني ... ن مما يوحي بعبثية الحياة والسنوات التي افناها عاشقا ودؤبا ومفلحا ـ قدر ما يستطيع ـ لهذه الأرض التي لا ينبغي لها أن تطلع من حضنها سنوات " شيطاني " كما خانه تصوير حالة المعاناة التي يكابدها بين أحضان هذه الأرض /المعشوقة ....!!
( ج) " ملهاش صاحب يحميها
مسكين ..
عمَّال بيلملم ف سنينه الواقعة "
ذات النظرة التشائمية القاتمة سيدة الموقف في نص ( أنا وغيري كتير ) ، لكن اسمحوا لي أن امسك خيطا قد يقودني إلى رمز قد تختلفون معي فيه ، فالكثير من الاصدقاء من المحللين والنقاد بورشة الليلة وكذا القراء أيضا قد اتفقوا ـ ضمنا ـ في تفسير دلالة الضمير في ط لساها بتدور ...) أو الفاعل الذي يقصده ابو سمرة في أنه مصر / الوطن ، لكن ماذا لو افترضنا أن الباحثة عمن يشبهه هي الثورة المصرية ... ، التي قد يرى البعض أنها تائهة ن ليس لها صاحب ، تصارعت قوى كثيرة للفوز بها وبمكتسباتها دون ان يقدموا لها مهرها الذي دفع من دماء شباب ليس لهم مطمع سياسي او هدف آني مادي زائل ... لذا باتت تائهة باحثة عمن يشبهه ممن قدموا دونما انتظار جزاء أو ثمن يراه مشوها لقداسة ما قدم ، ومضيعا لطعم ما بذل ن فهو مسكين ... ، وهي " ما لهاش واحد يحميها .... ؟؟!! ، فلا يمكل إلا أن يلملم في سنينه الواقعة / انكسار الحلم / المثال ... الهدف الأسمى الذي ثار وجموع كبيرة من أمثاله واشباهه ممن تواروا عن المشهد بعد تحقق أول هدف من اهدافها .. ، أو قل أغلاها وأثمنها وهو إسقاط رمز من رموز الفساد والطغيان والجبروت وهو راس النظام المصري ...!!
( د )
" لساها بتدوَّر ف الشارع
والشارع
مبقاش يعرفنى
من بعد ما وقعتْ منى ملامحى
وتاهت وسط حوارى كتير
عمَّالة تزَّرع ف بيوت ..
لسَّاها .. بتدوس على راس الشارع
علشان تتحكم فيه ..
عمَّالة تخرَّم ف دماغه
وتكتب فوق كل حيطانه كلام مش مفهوم
عن واحد يشبهنى
شايل فوق كتفه سنينه "
حالة فقدان الوزن واللاتوافق .. ( التوهة ) تطل براسها من كل سطر من سطور النص ... ، وما زالت رحلة البحث المضنية المرهقة مستمرة باستماتة ملفتة / في الشارع الذي ينكره / في البيوت التة تستنبتها علها تجده او تجد استنساخا مشابها او مطابقا له لكن دون جدوى ... ، حتى الحيطان التي كانت تقول كلاما معبرا عنه ـ بالأمس ـ أو هو نفسه يكتبه أو يقوله للحيطان ... ؛ اصبح الآن غريبا عنه ن يقول ما لا يفهمه ولا يمس قناعاته التي آمن بها ... ومن اجلها قدم سنوات عمره دونما أن بنتظر المقابل المادي ... بل المعنوي الذي يجد فيه ذاته وذوات اشباهه ممن قدموا عمرهم وسنواته من اجل ارض نبتوا عليها ومن أجلها ... ، وما يزال يحمل سنواته على كتفيه دونما كلل ... ، في سبيل أن يجد مردودا حقيقيا ـ من وجهة نظره ت لما خرج من أجله .... !!
( هـ ) " كنت فاكرها هتفرح بىَّ
حطتنى ف علبه !
لفتنى ف ورقة جرنان
ورمتنى بعيد ،
على ناصية شارع مسدود
كل اللى يعدِّى ويقرانى
يحط إديه على خده ! "
في المقطع الأخير من النص ـ أو قل ـ في النص الأخير إن شئت الدقة ـ تجد التباسا أو تداخلا في الرمز الدلالي الذي اشتغل عليه نص جمال ابو سمرة ...، حتى اظنهما امتزجاإلى حد كبير فتماهيا دلاليا ورمزيا ( الثورة / الارض " الوطن " ) ، وإحساس خيبة الأمل وقهر الطموح الأخلاقي لديه يقطر اسى ومرارة في قوله : " كنت فاكرها هاتفرح بي ..!! " فهنا الضمير في فاكرها يعود على / الوطن ـ الأرض / الثورة .... ، فورة الحزن تنعكس جلية على نفسه الشاعرة بمرارة انكسار الأمنية ( كنت فاكرها هاتفرح بي ..! ) ، فإذا بها ( حبسته في علبة ) ، واكتفت ان تضعه عنوانا في جريدة او صورة تذكارية عابرة ما تليث ان تفقد قيمتها وفعاليتها بمجرد مرور الزمن على مطالعته ثم يلقى في استهانة مؤلمة بعيدا ... ، مما يضخم حجم المرارة في نظر وحلق شاعرنا ونصه الذي يثطر اسى وتحسر ‘لى ما يراه قد ضاع هباء من سنوات عمره ... ، بل وتزداد الرؤيا قتامة بان القي هو وحلمه " ... على ناصية شارع مسدود ..!! " ، وها هو يظهر في المشهد ذلك الغائب التي تبحث عنه .... صامتا مشدوها مترقبا لما ستسفر عنه الأحداث .... دون اتخاذ موقف إيجابي يتمناه المبدع ... فلا يرى ( كل اللي يعدي عليه ..) إلا ( يحط إيديه على خده ...! ) مما يزيد الموقف اشتباكا وتعقيدا في نظر الشاعر ، وإن تضامنوا معه بفعل قد لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير من الأمر شيئا كما يبغي ويأمل ...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*********************************
رشيـد سحيـت / المغــرب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنوان القصيدة :أنا وغيري كثير هو إقرار بالتشابه والتوافق بلا اختصاص( لان كلمة كثير قد تعني الأغلبية) وهذا يدل على وتوق الكاتب من حال الكثير إما عن طريق المعايشة أو الإسقاط أي ما أعانيه تعانيه الأغلبية وهو اختيار موفق متوافق مع مضامين القصيدة
القصيدة: الشاعر والحبيبة ....مادا تريد الحبيبة كيف السبيل إلى إرضائها من سيتخلى عن الأخر هل ستعترف بالجميل بالتضحية من سيأتر في من هي مجموعة من الأسئلة تطرحها النفس الشاعرة وهذا ما أعطانا هذا الانفصام والازدواجية داخل النفس الشاعرة قسم يحافظ على مبادئه وخصائصه وقسم يمشي تبعا لما تتطلبه الوضعية مسيطرا على القسم الأول هذا ما أضهر الجانب السوداوي المنتشر بين طيات القصيدة
البحت عن الذات وسط هذا الصراع السياسي والاجتماعي والخوف من التغير والى تغير الخوف من التغير السلبي والى تغير أي يبقى الحال على ما هو عليه اتجاهين مسيطرين على الذات الشاعرة والذي جعل الحبيبة لا تتعرف على حبيبها أو بالأحرى لا تريد التعرف عليه رغم انه يحمل على أكتافه أرت السنوات الماضية وهذا الرفض كيف يمكن تفسيره هل الحبيبة ترى في حبيبها عدم القدرة على الاستمرار ام ترى فيه عدم القدرة على التطور
من خلال ما سبق يتضح جليا هذا الصراع القائم داخل النفس الشاعرة من جهة وبينهما والحبيبة من جهة أخرى هذا الصراع ناتج عن خيبة الأمل وعن اختلاط الرؤى وتضاربها ليس فقط في نفس الشاعر بل في المجتمع المحيط وعدم القدرة على التسليم بالواقع والتعايش معه مما أدى بشكل مباشر إلى حالة الدهشة وعدم التصديق لدى البعض
الذي يتشارك والنفس الشاعرة نفس الرأي
لكن أجدني أعاتب الشاعر في داخلي لأنه نسي أو تناسى قوله عز وجل (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم....) لا حياة مع اليأس وكل حال إلى زوال
وتبقى هذهه السطور فقط محاولة لثبر أغوار الذات الشاعرة
لست ناقدا ولكنني أحاول جاهدا فهم ما يجول بخاطر الشاعر وهو يكتب رائعته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*************************
حميـد بــركـي / المغــرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخوات والإخوة الكرام , أعتذر للشاعر الكريم إذا لم أستطع إبداء رأيي وليس ذلك من شيئ يتعلق بالقصيدة العامية وإنما ذلك لجهلي وعدم معرفتي بهذا الفن العامي وهو عيب مني لا محالة واتمنى أن أتعلم هذا العلم مستقبلا واستسمح وشكرا ودمتم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
إيمــان عبـــده / مصــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص يتميز باصاله التعبير وعمق الاحساس والانتقاء المميز للصور التى تعكس حاله التخبط وحاله الصراع
بين البقاء للنفس التى تحارب من اجل استقلالها وثبوتها والتمسك بقيمها وحيويتها وبين الحياه الماديه وعنفوانها
ففى البدايه نستشعر مع الصور هذه الحاله ونجوب بين المشاهد ونرى مراره وقسوه هذه الحياه الماديه ومحاربتها لتلك النفس البشريه للسيطره عليها وتغييرها ثم نرى صمود تلك النفس وتحديها حتى وان تركت فى نهايه ذلك الشارع المسدود بعد انا فقدت تلك الماديات الامل فى تغييرها ففى النهايه ظلت تلك النفس تعلم كل من يراها كيف يكون الصمود ............ تحياتى استاذى وارجو ان اكون وفقت فى كلماتى ولو لشئ صغير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
******************************
هـــلا مـحـمــد / فـلـسـطـيــن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليتني معك يا مصر في افراحك..
أرتب بيتك..ارتب عمرك مع اولادك..
امنحك ابتسامة لا تزول على طول العصور..
امنح قلبك سعادة ..تدوم وتطول و تطول ..
هنا حضرت لأستقي من جمال وروعة وجاذبية بوحك الجميل..
اشبه ما تكون سطورك قطرات ندى تنساب بالحب فوق الأوراق لتزيد جمالها
شاهدت صياغة المفرده وتوظيفها لديك مختلف ..
كلمات من بحر الابداع.. من عالم التميز.
بصراحه .. راق لي ما سطرته هنا ..
أسجل اعجابي بما سطره قلمك على هذه الصفحة الرائعه..
و لك مني ارق التحايا مغلفة بزهور الود و الاحترام و التقدير..
فعلا مبدع استاذ جمال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**************************
الشـاعـر / محمـد فكـري : المغــرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحيي الشاعر المقتدر , القصيدة موفقة لسببين أولهما هو نزعة الشرح والتفسير وهي أقرب من إلى الشعبية من غيرها و ثانيهما التناسق والنسج المحبك .لا فض فوك أخي الشاعر المقتدر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**********************************************
****************************************
************************************
*******************************
***************************
*********************
****************
***********
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق