الاثنين، مارس 12، 2012

الطفيل بن عمرو الدوسي والدعوة إلى الله

بعدما أسلم، وقصة إسلامه من القصص الجميلة الرائعة لا يتسع المجال لذكرها، لكنه بعد أن أسلم بسماعه بعض الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسماعه بعض آيات من كتاب الله عز وجل، قال: فوالله ما سمعت قولا قط أحسن، ولا أمرا أعدل منه، قال: فأسلمت وشهدت شهادة الحق ثم قال، وهو ليس من لأهل مكة، وإنما دوس قبيلة مشهورة من قبائل اليمن وهي بعيدة عن مكة بمئات الأميال، قال: يا نبي الله، إني امرؤ مطاع في قومي، وأنا راجع إليهم، وداعيهم إلى الإسلام. أي شيء عرفه الطفيل رضي الله عنه عن الإسلام حتى يدعو قومه إليه؟! إنني على يقين أن الكثير من المسلمين لديه من العلم، ومن المعرفة عن الإسلام أكثر مما لدى الطفيل في هذا الوقت، فهو رضي الله عنه لم يسلم إلا منذ دقائق قليلة جدا، نحن قرأنا القرآن كله كثيرا، وعرفنا أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفنا الصلاة، والصوم، والزكاة، وتفاصيل أخرى كثيرة عن هذا الدين، لم يكن الطفيل رضي الله عنه قد عرفها بعد، لكن هل تحركنا كما تحرك الطفيل لهذا الدين؟ فارق ضخم، وشاسع بين الطفيل رضي الله عنه بعلمه المحدود في ذلك الوقت، وبين من عنده العلم الكثير لكنه لا يتحرك لهذا الدين. الطفيل بن عمرو الدوسي منذ أن شعر بحلاوة هذا الدين، أراد أن ينقله إلى أهله، وإلى أحبابه، وإلى عشيرته، وإلى قومه، وإلى الناس أجمعين، فهو لا يتحمل أن ينفرد بهذا الخير لنفسه فقط، بل لا بد من أن يدعو الآخرين، ويعلمهم، ويفيض عليهم من هذا الخير، ومع أنه لم يسلم إلا منذ دقائق، لكنه أصبح داعية يفقه معنى الدعوة، وحقيقة الدعوة، وقيمة الدعوة، وتعالوا بنا نذهب معه في هذه الرحلة إلى اليمن، لنرى هذه القصة الجميلة في دعوته لأهله وقومه، يقول الطفيل رضي الله عنه: فلما نزلت أتاني أبي، وكان شيخا كبيرا، فقلت: إليك عني أبت، فلست منك، ولست مني. قال: ولم أي بني؟! قلت: إني أسلمت. قال: أي بني فديني دينك. فأسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

أرشيف المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة