يتابع حزب النور بقلق بالغ تطورات الأحداث في جمهورية مالي، ويعرب عن رفضه التام للتدخل الأجنبي السافر في الشأن الداخلي لجمهورية مالي ؛ ويعتبره أمرا ًفي غاية الخطورة يُنذر بتعميق حالة الفوضى وإقرار شريعة الغاب التي تقرر حق الدول القوية التدخل في شأن الدول الأضعف وهو مالايزال المجتمع الدولي يعاني من آثاره حتى اليوم .
ويحذر حزب النور من أن َّ التدخل العسكري الفرنسي حتما ًسيكون له تداعيات وآثار كارثية من قتل المدنيين الأبرياء وتدمير البيوت الآمنة وتشريد العائلات والأطفال والنساء والتسبب في مأساة انسانية عالميةٍ جديدة ؛ هذا بالإضافة إلى امتداد رُقعة الفقر والمجاعة التي تعاني منها مالي وأغلب دول القارة الإفريقية أصلا ً.
وإذا كانت فرنسا تعتبر مقتل نحو المائة ألف أو يزيد من السوريين على يد نظام بشار فاقد الشرعية شأنا ًداخليا ًفلماذا الكيل بمكيالين في قضية مالي ؟
هذا ويستنكر حزب النور السكوت المريب للدول العربية والإسلامية بشأن هذا العدوان الأجنبي على دولةٍ مسلمة
بل وصل الأمر ببعض هذه الدول إلى دعمه وتأييده ؛ ونطالب في الوقت نفسه الخارجية المصرية بلعب دور ٍإيجابيٍ مؤثر يليق بحجم مصر ومكانتها في إنهاء العدوان والتوسط لحل الأزمة .
حزب النور يتفهم جذور المشكلة وتطوراتها في مالي منذ بدايتها ؛ ويرى عدم جواز خطف أو قتل أو الاعتداء على المدنيين أفرادا ًوهيئات ومنشئات بصفة عامة والدبلوماسيين بصفة خاصة الذين دخلوا البلاد بطريقة مشروعة ؛ لكنه في الوقت نفسه يرى أن القوة العسكرية لن تُفلح في حل المشكلة وإنما ستزيدها تعقيدا ًوستفتح الباب أمام عودة الاستعمار الأوروبي لاستنزاف واستغلال الموارد الطبيعية للقارة الإفريقية.
ونحن في هذا الصدد نطالب المجتمع الدولي و منظمة التعاون الاسلامي والدول الافريقية والحكومة المصرية بالسعي الجاد لايقاف العدوان الأجنبي فورا ً والعمل المخلص لتحقيق المصالحة وتبني الحل السياسي، والجلوس على مائدة الحوار للوصول إلى تفاهمٍ مرض لجميع الأطراف.
يوقن حزب النور أن َّالحل السلمي السياسي والمصالحة الوطنية والتفاهم والتحاور هو الحل الوحيد الصحيح لحل المشكلة في مالي، ولايزال هذا الحل ممكنا اذا صدقت النيات واستبعدت التدخل الأجنبي بكل صوره منها.
ونحن على ثقةٍ بأن أطرافا ًعديدة على استعدادٍ لتغليب صوت العقل والحكمة والقبول بالمصالحة الوطنية والتحاور للوصول إلى حل سلمي عادل بعيدا ًعن تدخل العنصر الأجنبي .
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
حزب النور
عن حزب النور / أمانة المنيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق